أسباب السمنة

يمكن أن نقسم أسباب السمنة إلى نوعين : سمنة خارجية و سمنة داخلية.

السمنة الخارجية :

الشخص الذي يصاب يالبدانة لا يجب أن يلقي اللوم على عامل الوراثة.

و إن كان لعامل الوراثة شأن كبير ولكن يجب أن نعرف أن أسلوب تناول الطعام منذ الصغر هو الذي يؤدي إلى استمرار العامل الوراثي فالشخص البدين يجب أن يتحمل وزر بدانته لأنه يتناول االغداء بكميات أكثر مما يحتاجه جسمه فهذه الزيادة يحتفظ بها الجسم إذا كانت هذه الزيادة ناجمة عن المواد الدهنية و النشوية ، أي المواد الكربوهيدراتية . أما الزيادة في المواد الزلالية مثل اللحم و السمك فلا يحتفظ بها الجسم و لهذا فإنها لا تؤدي إلى السمنة .

و يجب على الشخص الذي يظهر أن عنده استعداد طيب للسمنة أن يراقب وزنه من أسبوع إلى أسبوع على أقصى تقدير فإذا كانت الزيادة 5 كجم فأكثر اعتبر ذلك بمثابة إنذار بالسمنة، و تحمل بين ثناياها فكرة الإفراط في تناول الطعام و ما أكثر ما ينكر أنه يفرط تناول الأطعمة المختلفة ، ولكن هذا الشخص لا ينظر إلى مقدار السكر في المشروبات التي يتناواها كالشاي و القهوة ، أو في الأطعمة مثل الحلويات و التورتات و المكسرات ، فإذا حسب عدد السعرات الموجودة فيما تناوله من طعام أو شراب نجد أنه يفوق حاجة جسمه و من المؤكد  أن السمنة  لا تأتي من فراغ ، و لا سيما إذا كان الشخص يتميز بالخمول و الكسل ، فيأكل ثم ينام ليقوم من نومه يتناول الطعام لا سيما في فترات الأجازة السنوية الطويلة دون أن يمارس أي نوع من أنواع الرياضة حتى ولو كانة رياضة المشي في الهواء الطلق سواء في الصباح أو وقت غروب الشمس .

السمنة الداخلية :

     أولا : لا شك أن الغدد الصماء تلعب دورا هاما في عملية استهلاك الشحم في الجسم ، و كل عدم انتظام في عملية استهلاك الشحم في الجسم يؤدي إما إلى زيادة احتراق أي زيادة استهلاك المواد الدهنية بالجسم فيؤدي إلى الإصابة بالنحافة أو إلى النقص في استهلاكها و من ثم تراكمها داخل الجسم و تحت جلده مما يسبب السمنة ، ولعل أهم هذه الغدد التي تلعب دورا رئيسيا في هذا المجال هي الغدة التناسلية عند الذكور و هي الخصية أو عند الإناث و هي المبيض و من المعروف أن إبعاد هذه الغدة عند الحيوان يؤدي إلى السمنة.

كما أنه من الملاحظ أن المرأة عندما تبلغ سن اليأس و ينقطع الحيض لديها فإنها تزداد سمنة .

و تتمثل هذه السمنة بصفة خاصة في العضدين و الفخدين و نطاق الحوض ، و لا يقتصر الأمر على الغدة التناسلية فقط في عملية السمنة إنما يتطرق بشكل واضح إلى الغدة الدرقية فالزيادة في فاعلية افرازها و كميته تؤدي إلى زيادة احتراق المواد الدهنية و تتسبب في حدوث النحافة التي قد تصل إلى درجة الهزال ، كما يؤدي النقص في نشاطها إلى السمنة أي إلى تراكم الشجوم على جميع أجزاء الجسم .

   ولا يقتصر الأمر على الغدتين السابقتين في هذا المجال و إنما يتعداهما أيضا إلى الغدة النخامية الموجودة في أسفل المخ و تسبب السمنة الناتجة عن النقص في إفرازها أو ضعف مفعوله .

    ثانيا : عدم ممارسة الرياضة :

    إن السبب الرئيسي في السمنة هو تناول الطعام بكميات أكبر مما يحتاجه الجسم من جانب و عدم ممارسة أي نوع من الرياضة من جانب آخر فنظرة سريعة إلى أصحاب السيارات الذين لايبذلون جهدا في ممارسة الرياضة نجد أن السمنة تتركز في أجسامهم لاسيما الذين لايبذلون جهدا حتى في صعود السلالم لتوفر المصعد في العمارات التي يقطنونها فتترسب المواد الدهنية في أجزاء الجسم المختلفة مما يترتب عليه زيادة في الوزن .

    ثالثا : الأسباب الوراثية :

   من المعروف جيدا أن السمنة يتم توارثها عن طريق الآباء أو الأمهات أو حتى الأجداد ف هؤلاء يكون لديهم الإستعداد الفطري للإصابة بالسمنة ، وإن كنت أميل إلى الرأي الذي ينادي به بعض الأطباء  هو أنه مهما كان الأبوان يتميزان بالسمنة فهذه السمنة لا تنتقل إلى الأبناء إلا عن طريق العادات الغذائية الغير السليمة التي اعتادها الآباء و غرسوها في الأبناء .

   رابعا : الرغبة عند البعض في زيادة الوزن :

   يعتمد البعض الإفراط في تناول الطعام بهدف تحقيق السمنة سوء عند طبقة البنات المقبلات على الزواج اعتقادا منهن بأن السمنة تدفع البعض إلى الزواج منهن باعتبترها أحد مظاهر الجمال أو لدى بعض الرجال حيث يتصور هؤلاء أن السمنة تضفي علة أشخاصهم شيئا من الحكمة و الوقار وللأسف هذا الأمر غير متوفر في الدول المتقدمة ولكنه متمثل في الدول الفقيرة فقط أو الدول النامية.

    خامسا : العمر و الجنس :

   يرتفع مؤشر السمنة عند الرجال و النساء بصفة عامة إذا ما تعدوا الخامسة و الثلاثين وذلك بسب قلة المجهود الذي يبذله الشخص كلما ارتقى في وظائف إدارية أعلى فيكون جلوسه في المكتب معظم الوقت و كذلك أيضا نجد أن المرأة العاملة أو ربة المنزل عندما تجتاز هذه السنة يبدأ مجهودها في الإقلال و ينطوي على ذلك زيادة في الوزن .

   سادسا : كثرة مرات الحمل لدى النساء :

  المرأة الشرقية عندما تحمل تهتم اهتماما كبيرا بتغذية نفسها بدعوى تغذية جنينها فتبدأ في تناول الأطعمة بشيء من الشراهة ، و مع تكرار الحمل تزداد كمية الدهون التي تغطي جسم المرأة ولا يقتصر هذا الأمر على فترة الجمل بل يمتد أيضا إلى فترة الرضاعة .

   سابعا : الحالة الإقتصادية :

   نلاحظ في الدول النامية أن السمنة سمة من مظاهر الثراء و القدرة على تناول مختلف أنواع الأطعمة و الحلويات فضلا عن الحياة المرفهة التي لا يحاول فيها الفرد بذل أي مجهود لحرق بعض السعرات الحرارية ، كما أن انخفاظ المستوى الإقتصادي يلعب دورا هاما  في سمنة أصحابها وذلك لأنهم ياجأون إلى تناول الأغدية الدهنية و النشوية الرخيصة .

   ثامنا : العوامل النفسية و الضغوط الإجتماعية :

   البعض هوايته تناول الطعام و التلذذ بمذاقه حتى أنه لا يصل بسهولة إلى درجة الشبع و هنا تكون عادة تناول الطعام قد تحولت إلى ما يشبه الإدمان.

و البعض الآخر الذي تقابله في حياته مشاكل عاطفية يلجأ إلى تناول كميات وفيرة من الأطعمة إما للهروب من المشكلة التي استعصى عليه حلها  أو يأسا من أزمة نفسية . و البعض يسرح أثناء تناوله الطعام فلا يشعر أنه تناول كمية مناسبة من الأطعمة فيعود ليأككل بشيء من النهم .

في الدول المتقدمة لاسيما في الأوساط الراقية لانجد للسمنة دورا في حياة الإنسان رغم أن لديه إمكانيات كبيرة في تناول ما يشاء ، ولكن في الدول النامية نجد العكس ، فمثلا نجد الفقراء  الهنود يتميزون بالرشاقة بينما السمنة لديهم تعكس حالة الثراء ، و المشكلة في مصر كامنة في العادات الغذائية فالأم تريد أن يتناول طفلها الكثير من الطعام ، فالسمنة مظهر من مظاهر الصحة في نظرهم مما يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم  و منذ نعومة أظافرهم فيعتاد هؤلاء الإفراط في الطعام عندما يكبرون فيصابون رغم أنفهم بالسمنة.

  تاسعا : عادة تناول بعض الأطعمة أثناء مشاهدة التلفزيون :

    لاسيما اللب و السوداني و الحمص و المكسرات و البسكويت و الشوكولاتة و الفواكه مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في الوزن لا سيما إذا تناولوا معها المياه الغازية