قاوم الأمراض بالرياضة

مع تطور أسلوب الحياة العصرية و توفر وسائل الترفيه بشكل مذهل ركن الكثيرون إلى حياة الدعة و الراحة بصورة لم تعد معها ممارسة الرياضة ضمن مفردات أنشطتهم اليومية.

و أنعكس هذا التجاهل المتعمد لممارسة الرياضة في تزايد نسبة لما بين المصابين بأمراض القلب بشكل خاص إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الأفراد الذين لا يمارسون الرياضة يكونون أكثر عرضة لأمراض القلب عكس من يمارسون الرياضة بصفة منتظمة .

    إن ممارسة الرياضة تقوي عضلات القلب و تحسن الدورة الدموية و تحافظ على وزن الجسم الذي يشكل زيادته عبئا على القلب ،و تعد مخرجا جيدا للضغوط النفسية كما أنها تنمي الإحساس بالذات و تساعد على التمتع بالصحة و العافية و قد ثبت بالتجربة أن الرياضيين المصابين بالنوبات القلبية يتماثلون للشفاء بدرجة أسرع من غيرهم .

    إن ممارسة الرياضة يجب ألا تكون شاقة و يفضل أن تكون منتظمة في صورة المشي و هي أفضل رياضة لمرضى القلب يليها الهرولة و السباحة و قص حشائش الحديقة ، إن الأفراد الذين يبلغون (35 ) عاما فأكثر عليهم استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج لممارسة الرياضة ، فالإنسان العادي يجب أن تكون لديه القدرة على التعامل مع أي مجهود جديد دون ارتفاع كبير في نبض القلب و في الضغط الشرياني . و تنقسم الرياضة إلى نوعين أساسيين هما :

    - رياضة ساكنة مثل رفع الأثقال و التزلج على الماء ، و هي تؤدي لزيادة العبء على القلب و زيادة الحاجة للأوكسجين لذلك فهي غير مرغوبة للمرضى الذين يشكون من تصلب الشرايين التاجية أو ارتفاع في الضغط الشرياني أو ضعف بعضلة القلب .

    - أما النوع الثاني فيتمثل في الرياضة المتحركة و تشمل المشي و الركض و السباحة والتجديف و ركوب الخيل و الدراجات ، و تحرك هذه الرياضة أكبر عدد من عضلات الجسم و يشترك فيها القلب مع الدورة الدموية في إمداد الجسم بحاجته من الأوكسجين، و مع الاستمرار في ممارستها يتكيف الجسم و تقوى ألياف عضلة القلب و عضلات الجسم و يقوم القلب بضخ كمية أكبر من الدم في كل ضربة و يزود الجسم بنفس احتياجاته من الدم و الأوكسجين بضربات أقل .. و جهد أقل ، و تجدر الإشارة في هذا الصدد أن ضربات قلب الرياضيين أقل بكثير من الأشخاص العاديين .

    و لا بد من استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نوع من الرياضات خاصة إذا لم يكن المرء قد مارسها من قبل أو كان مريضا بالقلب أو كان يعاني من أي من العوامل المؤهلة للإصابة بمرض القلب كالسمنة و التدخين و ارتفاع ضغط الدم و السكري و من الإرشادات الأخرى ارتداء الملابس الملائمة للجسم و القدمين و من أكثرها ملائمة الملابس القطنية و الأحذية المطاطية الخفيفة ، كذلك عند البدء في ممارسة الرياضة لابد للمرء أن يبدأ ببطء و يحمي نفسه جيدا قبل التدريب و يبرد جسمه بعد التدريب بدرجة كافية.

    و يجب عليك اختيار الوقت المناسب لممارسة الرياضة، مثلا : بتجنب حرارة الجو و عدم ممارستها بعد تناول الطعام مباشرة و تحاشي الحمام الساخن أو البارد جدا بعد ممارسة الرياضة .. و الأفضل الانتظار قليلا ثم الاستحمام بماء دافئ . و يخطئ الكثير من الناس عندما يعتقدون أنهم من خلال ممارسة نشاطاتهم اليومية يوفرون القدر الكافي من التمارين التي يحتاجها الجسم السليم للحفاظ على مستوى كاف من اللياقة و التي بدورها تشكل وقاية من أمراض العصر الشائعة مثل أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم و آلام المفاصل لقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين لا تتخلل حياتهم اليومية نشاطات حركية كافية ترتفع إمكانية إصابتهم بأمراض القلب بنسبة (1,5 ) إلى مرتين مقارنة بالأشخاص الذين يخضعون لتمارين رياضية منظمة تتخلل برنامجهم اليومي .

    كما أن التمارين الرياضية المنتظمة و المناسبة تحافظ على مرونة المفاصل و قوة العضلات، و هذا بدوره يساعد كثيرا في الحد من التعرض للإصابات الشائعة مثل آلام الظهر و آلام المفاصل الاحتكاكية و التي تنتشر بصورة كبيرة جدا بين العامة .

    و من الأخطاء الشائعة بين الناس انه كلما تقدم الشخص في السن فإنه يحتاج إلى الإقلال من التمارين و الإكثار من الراحة ، و الحقيقة أن السن لا يجب أن تكون عائقا أبدا للتمرين ، و لكن يجب أن نراعي نوعية التمرين للشخص المسن .