أجمعت الكثير من الدراسات والبحوث على أن التدريب المفرط سوف يصاحبه مشاكل بدنية ونفسية للرياضيين الذين يحاولون تخطي حدود قدراتهم البدنية ولياقتهم الصحية بدرجة عالية وذلك بغرض تنمية قوتهم وتحملهم البدني.
والسؤال هنا : إلى أي مدى يصبح التدريب الرياضي زائداً عن حده الطبيعي ؟
في هذا المقال سوف نحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال ظاهرة التدريب الرياضي الزائد والمفرط وأثرها على الرياضي مع ذكر أهم المؤشرات الفسيولوجية المصاحبة وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
الفرق بين التدريب الزائد والتدريب المفرط ؟
أن التدريب الزائد هو تعريض الرياضي إلى أحمال تدريبية وبدرجة فوق القصوى من حيث الحجم والشدة وعدد تكرار هذه الوحدة التدريبية خلال الدائرة التدريبية الصغيرة والمتوسطة يعمل خلالها المدرب على تحفيز الأجهزة الوظيفية للرياضي للعمل بالحدود العليا لها ودون الأضرار بها والوصول بالرياضي إلى حالة الإجهاد يهدف المدرب منها إلى كسر حالة رتابة التدريب وثباته والتي تؤدي إلى ثبات المستوى وحتى تراجعه في أكثر الأحيان وتعد بذلك حالة صحية في التدريب الرياضي .
أما التدريب المفرط أو الإفراط في التدريب فيعني هو تكرار التدريب الزائد خلال الدوائر التدريبية المختلفة وتعرض الرياضي إلى أحمال تدريبية فوق القصوى وبشكل متتالي ولفترة طويلة نسبياً مما يؤدي إلى تراكم أثار التعب. وان عدم أعطاء الرياضي فترة الاستشفاء الكافية يؤدي إلى ظهور حالة الإجهاد فتظهر علامات انخفاض المستوى وعدم الثبات في الأداء وكثرة الإصابات والتراجع في القدرة على المنافسة واتخاذ القرار السليم وغيرها من الصفات الوظيفية والنفسية وهو بذلك يعد حالة غير صحية في التدريب الرياضي وبالعكس من التدريب الزائد.
أن الوصفة الناجحة في تدريب رياضيي التحمل هو التدريب القصوي والحدود الظاهرية لأداء تدريب التحمل هي قابلية الرياضي على أطالة فترة ممارسة التدريب القصوي في سبيل إحداث تكيفات ايجابية بدون حدوث أضرار للأنظمة الوظيفية ولا يوجد نموذج يمكن تعميمه على الرياضيين لغرض التطبيقات الايجابية لحالة التدريب الزائد والابتعاد عن سلبيات التدريب المفرط وهو بالأساس سوء التكيف الناتج عن عدم التوازن بين حوافر التدريب أو المثيرات مع الاستشفاء.
الحد الفاصل بين التدريب الزائد والمفرط غير واضح في أحيان كثيرة حيث تلعب الفروق الفردية دوراً هاماً في ذلك مثل العمر الزمني والتدريبي والخبرة وكمية الأحمال التدريبية التي تعرض لها الرياضي خلال الموسم الرياضي وغيرها.
إذ أن التدريب الملائم لأحد الرياضيين قد يكون ضمن حدود التدريب الزائد لدى رياضي أخر¡ والتدريب الزائد للرياضي أخر قد يقع ضمن حدود التدريب المفرط لرياضي أخر وهكذا وأن معرفة العلامات الوظيفية التحذيرية لأعراض كل من التدريب الزائد والمفرط صعبة التميز وقد تكون متناقضة مثل لقد تم إثبات حالة زيادة ونقصان في معدلات راحة القلب في الأسلوبين وأن بعض الرياضيين لا تظهر عليهم أعراض ذلك لكن بعد فترة يمرون في حالة انخفاض مستوى الأداء وفقدان القابلية على التدريب للمستويات المعتادة.
أشارت الكلية الأمريكية للطب الرياضي في مناسبات كثيرة على أهمية احتياج الفرد إلى التدريب الهوائي لمدة ساعة على الأقل وبمعدل ثلاث مرات أسبوعيا وذلك من اجل الحفاظ على مستوى اللياقة البدنية والصحية ولكن في نفس الوقت لم تشر إلى مدى وعند أي نقطة يصبح التدريب خطرا على صحة الرياضي وفي هذا الصدد يوضح الدكتور جيمس جاريك , مدير مركز الطب الرياضي بمستشفى سانت فرانسيس بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن التدريب المفرط هو الذي يكون فيه الحمل البدني الواقع على اللاعب أعلى من قدراته الجسمية مع استمراره في الأداء بالرغم من شعوره بالألم.
